كامرات المراقبة

كنت في جولة بمعية صديق خلال بداية هذا الشهر..بعدها بأيام وصلته رسالة تم ارسالها بالبريد تتعلق بمخالفة مرورية”قطع الاشارة الحمراء”مبلغ المخالفة 150يورو تقريبا !
كان خطاب الرسالة يحتوي على تفاصيل المخالفة بالساعة والتاريخ والمكان وتوجه اليك بضعة أسئلة اهمها..هل تقر بهذه المخالفة أم عندك اعتراض ؟
الصديق مقر بالمخالفة نعم ولا مجال للمحاججة لكنه تعمد أن يرد عليهم بالاعتراض مدعيا أنه لم يسر في هذا الشارع يوما حتى يرى ردة فعلهم

بعدما بأسبوع وصله خطاب ثان به ثلاث صور لسيارته الBM
الأولى قبل قطع الاشارة وقد كانت حمراء بالفعل والثانية كانت السيارة في منتصف الاشارة الحمراء والثالثة بعدما تجاوزت الاشارة الحمراء بمتر واحد
يعني أنت متلبس فلا مفر لك ولا حجة تسعفك
المهم دفع المخالفة بعد الاقرار وهو ساكت

بينما كنت أقرأ في سورة الجاثية تسللت الى ذهني هذه الحادثة وأنا أقرأ قول الله تعالى”هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون”
يا الله هذه آلة تصوير صنعها الانسان ولا تستطيع الفرار أو الفكاك منها
فما بالك بتصوير وتسجيل رب الناس !؟
أين المفر !؟
عملك ينسخ في كتاب الهي لايضل ولا ينسى ويحفظ في مكان مأمون لايتلف بفعل عوامل المناخ من أعاصير أو رياح أو رطوبة ولا يسرق ولا يهكر ولا يقرصن
يا الله
كل المعاصي مسجلة بتواريخها بوقائعها بمكانها بزمانها بألوانها بملابساتها ببواعثها بخلفياتها بأهدافها !!
كل شيء مسجل بالصوت والصورة
وسوف يعرض التسجيل على الانسان يوم القيامة
يقول الظالم يومها”يا ويلتنا مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولايظلم ربك أحدا” فيا لشقوتنا ان كانت لا تؤثر بنا عبارة ” إن الله يراك” وتؤثر بنا عبارة ” مراقب بالكاميرات” يا لشقوتنا ! يارب سلم