✍? قال ابن القيم – رحمه الله – :
◇ من مفسدات القلب : كثرة النوم ، فإنه يميت القلب ، ويثقل البدن ، ويضيع الوقت ، ويورث كثرة الغفلة والكسل ، ومنه المكروه جدا ، ومنه الضار غير النافع للبدن ،
◇ وأنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه ، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه ، وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه ، وكثر ضرره ، ولاسيما نوم العصر ، والنوم أول النهار إلا لسهران .
◇ ومن المكروه النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ، فإنه وقت غنيمة ، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة ، حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس ،
◇ فإنه أول النهار ومفتاحه ، ووقت نزول الأرزاق ، وحصول القسم ، وحلول البركة ، ومنه ينشأ النهار ، وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة ، فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر .
◇ وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه نوم نصف الليل الأول ، وسدسه الأخير ، وهو مقدار ثمان ساعات ، وهذا أعدل النوم عند الأطباء ، وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه .
◇ ومن النوم الذي لا ينفع أيضا النوم أول الليل ، عقيب غروب الشمس ، حتى تذهب فحمة العشاء ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهه ، فهو مكروه شرعا وطبعا .
◇ وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات ، فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام : من سوء المزاج ويبسه ، وانحراف النفس ، وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل .
?|[ مدارج السالكين – ابن القيم ]|
- •┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•