● قال الحَافظْ ابنُ حَجَرٍ العَسقَلَانِي
– رَحِمَهُ الله تَعَالَى – :
《 ذَاتَ مَرَّةٍ تَوجَّهَ جَمَاعَةٌ مِن كِبَارِ النَّصَارَى ؛ لِحضُورِ حَفلٍ مَغُولِيٍّ كَبِيرٍ عُقِدَ بِسَبَبِ تَنَصُّرِ أحَدِ أُمرَاءِ المَغُولِ ،
فَأخَذَ وَاحِدٌ مِن دُعَاةِ النَّصَارَى فِي شَتمِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ،
وكَانَ هُنَاكَ كَلبُ صَيدٍ مَربُوطٍ ، فَلمَا بَدَأ هَذَا الصَّلِيبِيُّ الحَاقِدُ فِي سَبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلِّم ؛ زَمجَرَ الكَلبُ وهَاجَ ثُمَّ وَثَبَ عَلَى الصَّلِيبِيِّ وخَمَشَهُ بِشِدَّةٍ ، فَخَلَّصُوهُ مِنهُ بَعدَ جُهدٍ ،
فَقَالَ بَعضُ الحَاضِرِينَ : هَذَا بِكَلامِكَ فِي حَقِّ مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلِّم ،
فَقَالَ الصَّلِيبِيُّ :- كَلَّا ، بَل هَذَا الكَلبُ عَزِيزُ النَّفسِ رَآنِي أُشِيرُ بِيَدِي فَظَنَّ أنِّي أُرِيد ضَربَه ،
ثُمَّ عَادَ لِسَبِّ النَّبِيِّ وأقذَعَ فِي السَّبِّ ، عِندَهَا قَطَعَ الكَلبُ رِبَاطَهُ ووَثَبَ عَلَى عُنُقِ الصَّلِيبِيِّ ، وقَلَعَ زَورَهُ فِي الحَالِ – أي أعلَى صَدرِهِ – فَمَاتَ الصَّلِيبِيُّ مِن فَورِه ،
فَعِندَهَا أسلَمَ نَحوَ أربَعِينَ ألفًا مِنَ المَغُولِ 》.
📓📔 |[ الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (٢٠٢/٣) ]|
● وقَالَ شَاهِدُ القِصَّةِ وهُوَ جَمَالُ الدِّينِ :
《 وافتَرَسَهُ الكَلبُ – واللهِ العَظِيمِ – وأنَا أنظُر ، ثُمَّ عَضَّ عَلَى الصَّلِيبِيِّ زَردَمَتِهِ – أي حَلقَهُ – فَاقتَلَعَهَا فَمَاتَ المَلعُونَ ، ثُمَّ اشتُهِرَت الوَاقِعَة 》.
📓📔 |[ وذَكَرَ الذَّهَبِيُّ هَذِهِ القِصَّة فِي مُعجَمِ الشُّيُوخِ (٣٨٧) ، بِإسنَادٍ صَحِيحٍ ]|
مجلة إدزبير الدعوية علم وثقافة ونور
